قد أصبحت ظاهرة الإقصاء في المجتمع البركاني من أهم الملامح الذي طبعت ومازالت تطبعه منذ أمد طويل كما أن الهوة الواسعة بين مكونات المجتمع المدني والسلطة أضحت تتسع يوما بعد يوم رغم التوجيهات الملكية الحكيمة والتي دعت إلى نشر وتبني منظور جديد للسلطة سطر له صاحب الجلالة الملك محمد السادس- نصره الله وأيده- مبادئ إنسانية مبنية بكل دقة وشمولية تحترم فيها حقوق الإنسان وحرياته وتضع روح التضامن والمشاركة كحجرة أساس لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها لأي سبب من الأسباب. لكن المجتمع المدني البركاني والذي من مكوناته جمعيات تختلف أنشطتها وتوجهاتها أصبحت تئن وتندب حظها العاثر لتوالي سدة السلطة بمدينتهم من ذوي النفوس المنغلقة على نفسها والحبيسة وراء مكاتبها، والمحرمة لأي تنسيق مع هذه الجمعيات أو التشاور معها.كأن وجودها بمثابة حبر على ورق فأصبحت تعاني من الإقصاء المدبر حتى في أمور تهمها وتشغل بالها في حين كان نصيب بعض الجمعيات المحسوبة والنخبوية كل خير رغم المعرفة المسبقة عن نواياها وشعارات المزيفة والتجميلية. فحاليا اندثرت عدة جمعيات بسبب تضييق الخناق عليها وعدم وجود تعاطف معها لفقدانها لأسماء وازنة في مجال المال والأعمال وكذا السلطة تدافع عنها وتدرأ عنها البيروقراطية المتفشية في هذه الجهة المنكوبة. فأصبح العمل الجمعوي مند سنوات بعاصمة االبرتقال يعرف تراجعا على مستوى الفعالية الجمعوية و أضحى الجميع في هذه المنطقة النائية من مغربنا العزيز يتفرج و يتتبع ما سماه بالمدينة ‹‹باحتضار›› هذه الممارسة في غياب المشاريع الجمعوية من ملتقيات – ندوات و لقاءات فكرية و تكوينية و غيرها مقارنة مع المناطق الأخرى .
فبمناسبة عيد العرش المجيد و اختتام الموسم الدراسي 2017/2018 نظمت مديرية التربية الوطنية و التكوين المهني و البحت العلمي و التعليم العالي حفل التميز لفائدة تلامذة التعليم الابتدائي و الاعدادي و الثانوي المتفوقين دراسيا و ذلك يومه الجمعة 13 يوليوز 2018 بثانوية الليمون التأهيلية تحت شعار : جميعا من أجل ترسيخ ثقافة التميز الا أن هذا الشعار لا يعمم في تعامل المديرية مع الجمعيات النشيطة داخل الاقليم و نحن نحتفي بابنائنا المتفوقين و نحن نستمع بذوق التفوق و النجاح فجأة سرعان ما تغير الى طعم مر صعب علينا استصاغته .
من المخجل و من العار على من سهر على وضع لائحة الجمعيات المكرمة خلال فعاليات هذا الحفل عدم ادماج اسم جمعية زهرة الربيع للتربية و التنمية الاجتماعية بركان مع احترامنا للجمعيات المتوجة و نتمنى لها مزيدا من العطاء و النجاح ِ الا أنه وجب علينا تذكيرالمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بالمجهود التي تقوم به الجمعية طوال كل موسم دراسي و منذ تاسيسها من أجل تفعيل الحياة المدرسية داخل الاقليم فاسألوا مؤسساتكم ان كنتم لا تعلمون و هنا نخص بالذكر السيد مدير قسم التنشيط .
و امام هذا التصرف الغير المسؤول فقد قرر مكتب الجمعية عقد اجتماع في الأيام المقبلة من اجل النظر و مناقشة و الرد على هذا التعامل الذي سيجعلنا نفكر في كيفية اعادة برمجة انشطة الجمعية في المواسم القادمة و توجيهها التوجيه الصحيح ما لم يرد الاعتبار للجمعية كما نذكر المديرية بزيارة مواقعنا الاجتماعية و موقعنا الرسمي هذا التي توثق حججنا و نؤكد لكم مردوديتنا و منتوجنا التربوي المحظ لتلامذة مؤسساتكم التعليمية.
بقلم ذ : محمد الزياش